بقلم الاستاذ / مونس الدحيلي
التحول الكبير الأول:
قاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيزال سعود معركة النصر،
وبجهودٍ كبيرة وجبارة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أيدهم الله جميعاً ،
وبمؤازرة وتأييد من الشعب السعودي الوفي .
وقد أعاد بذلك للأمة العربية والإسلامية مجدها، وسل سيف الحق بثباتٍ واقتدار، واهتز العالم كله بعاصفة الحزم،
وقد أدارت قيادتنا الأزمة بكل جدارةٍ وعزمٍ وحزمٍ وحنكةٍ وشجاعةٍ،
وهيأت مناخاً معنوياً عالياً، ورسمت منعطفاً تاريخياً باهراً، وأعادت للأمة الإسلامية روح الأمل والهيبة والمكانة اللائقة بها.
وقد تفاجأ العالم كله بقوة وصلابة إرادت قيادتنا الفذه .
وقد تحقق النصر - ولله الحمد والمنة - في أول مواجهة في طريق تحرير الأمة،
وتم دحر وتقزيم الأعداء في كل مكان، وباكورة هذه الحملة المباركة، تحطيم أحلام الصفويين المجوس أعداء الملة والدين، الذين يتربصون بأُمن أمتنا الدوائر، ويخططون لتفتيتها، وأول النتائج المباركة هي رفع الظلم والاضطهاد عن الأشقاء في اليمن .
التحول الكبير الثاني:
وبعد هذه الأحداث والمواقف التاريخية الحاسمة،
فقد تعززت - بفضل الله تعالى - مكانة المملكة،
وازدادت قوةً ومهابةً ، وأصبحت بكل جدارة رأس الحربة في الدفاع عن الأمة، والقائد الأول للعالم الإسلامي، والراعي الوفي للمقدسات، والحارس الأمين للعقيدة الإسلامية.
التحول الكبير الثالث:
بروز قوة دور المملكة على المستوى العالمي، وإعادة التوازن وبناء العلاقات الدولية، بكلِ حنكةٍ ورويِّةٍ، على أساسٍٍ متينٍ متوازنٍ ، مع جميع القوى الدولية الكبرى المؤثرة عالمياً، مما هيأ للمملكةِ مكانةً عالميةً مرموقةً ، وأضحت رقماً صعباً بين الدول الكبرى. وتمكنت - بفضل الله تعالى - وبكل جدارة، من بناء علاقات اقتصادية وسياسية قوية مع الدول الكبرى. وذلك لضمان التوازن مع جميع الأقطاب المؤثرة عالمياً، كروسيا ، والصين ، وأُوروبا ، وأمريكا، ومن خلال السياسة الحكيمة، والنظرة الثاقبة، تبوأت المملكة واحتلت المكانة اللائقة بها عالمياً وإسلامياً.
التحول الكبير الرابع:
رؤية المملكة ٢٠٣٠ وهي خطة استراتيجية طموحة، ونقلة نوعية في مسيرة المملكة نحو التطور في جميع الميادين الصناعية، والاقتصادية، والعلمية، والتقنية، والتعليمية، والصحية، والاجتماعية. والعسكرية .
وتهدف الرؤيا إلى النهوض باقتصاد المملكة، وتحقيق التطور والرقي، للوصول الى مصاف الدول المتقدمة، وذلك بالعمل على استقطاب رؤوس الأموال الكبيرة، وإيجاد المناخ المناسب للاستثمارات العالمية،
وكلنا أمل بالله تعالى، أن يتحقق لبلادنا الاستقرار والخير الوفير، وذلك لما تمتلكه من استقرارٍ سياسيٍّ ولله الحمد، ونظامٍ قضائيٍّ عادلٍ، يضمن حقوق جميع
المستثمرين، وموارد متنوعةٍ تلبي احتياجات الجميع. وهذه عوامل أساسية بعد توفيق الله تعالى لنجاح هذه الرؤيا الطموحة.
كما أن إعادة البدلات التي خصمت تماشياً مع الخطة، يثبت أن هذا التحول ناجح ومرن وحقق إنجازاً كبيراً في فترة قصيرة، ويراعي مصالح المواطنين في الدرجة الأولى، وهذا من بشائر الخير والبركة.
التحول الخامس الكبير:
من الله تعالى ثم بجهود ولاة الأمر المخلصة، ترسخت مكانة المملكة العربية السعودية وازدادت عمقاً وثباتاً في أذهان جميع المسلمين، واحتلت الصدارة، وتبوأت الزعامة، واستحقت الإمامة بكل اقتدار، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، وذلك بتمسكها بثوابتها العقدية، وتطبيق أحكام الشرعية الإسلامية، يمدها إرثٌ عظيم، وجذورٌ عميقة ضاربه في عمق التاريخ ، وزعامة قديمة، وتاريخ مجيد في نصرت الإسلام والمسلمين، وحراسة الدين منذ قيام أول دولة سعودية إلى وقتنا الحاضر المشرق .
وهذه التحولات التاريخية الكبيرة، هي امتداداً للتحول التاريخي الكبيرالذي قام به المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، الذي استطاع بتوفيقٍ من الله تعالى جمع شتات شعب، ووحد أمة، وأنشأ دولة، وبناء حضارة وأرسى قواعد الأمن والاستقرار ، وأعاد للحرمين الشريفين مكانتهما، وجمع المسلمين على إمام واحد في الصلاة في الحرم، بعد أن كان لكل أصحاب مذهب إمام، وبذلك قضى على التعصب المذهبي وجمع الله به الأمة، ومن ذلك التاريخ والمملكة العربية السعودية هي القائد للعالم الإسلامي وستبقى بإذن الله تعالى تحمل راية لا إله إلا الله محمد رسول الله خفاقة منصورة بحول الله وقوته رغم أنوف الأعداء .
إن هذه الإنجازات التاريخية العظيمة، وهذه النجاحات المتواليه الكبيرة، قد حطمت أحلام أهل الزيغ، والضلال، والعلمانية واللبرالية، أهل المجون والإنحلال، وضعاف النفوس عباد المال الذين بفسادهم يعطلون مسيرة التنمية وكل هؤلاء الخبثاء معول هدم ووباء ويكيدون بالليل والنهار لزحزحت المملكة عن ثوابتها، وعن دورها القيادي للأمة الإسلامية، ويعمل هؤلاء الأعداء بكل مكرٍ وخبثٍ ودهاءٍ لتشويه سمعة بلادنا، وهز صورتها أمام العالم الإسلامي، مستغلين كل ما لديهم من قوة إعلامية، وقنوات فضائية تحمل فكرا ممنهجا خبيثا هداماً .
ويحشد هؤلاء الأعداء جيوش إبليس من كل حدبٍ وصوب، هدفهم ضرب مجتمعنا الإسلامي المحافظ، وتفتيت ثوابته الدينية، وقيمه الأخلاقية، من خلال ما تقذفه وسائلهم الإعلامية من فتن وضلال، وتخيل لهم عقولهم المريضة إمكانية إختراق المجتمع السعودي، وتغريبه، وسلخه من مبادئه وقيمه وعقيدته، وإعطاء صورة مشوهة لبلادنا المباركة أمام العالم الإسلامي ، وهم يحاولون بذلك فصل بلاد الحرمين عن محيطها الإسلامي، ويريدون حجبها عن دورها القيادي، وصدها عن واجبها الديني، يحاولون بذلك التلبيس على المسلمين، وتشويه صورة المملكة، وهز مكانتها، واعتبار ما تبثه وسائلهم هو الواقع الحقيقي لهذه البلاد، ويطمح بنو علمان وبنو لبرال إلى تحقيق مكاسبهم على أنقاض الإسلام والمسلمين، وذلك لفتح الباب لأسيادهم بني صهيون أعداء الملة والدين،
ونقول لهؤلاء الأعداء، إنكم خاسرون بإذن الله تعالى، ثم بثبات ولاة أمر هذه البلاد المباركة على نصرة الإسلام والمسلمين، وأن الدور آت على كل أعداء بلادنا بحول الله تعالى.
ونقول وبكل فخر واعتزاز، أن المملكة هي بلاد الإسلام والمسلمين، وهي السد المنيع، والحصن الحصين، لحماية الدين، وحراسة العقيدة، ورعاية الفضيلة، وستبقى بإذن شامخة منصورة، وتبقى القائد والراعي للمقدسات، والأُسوة الحسنة للعالم أجمع.